فتوى

هل يجوز جماع المرأة مع خطيبها وقت الملكة؟ وإذا حصل هذا هل تعتبر زانية والرجل لا يدخل الجنة لحديث لا يدخل الجنة من دخل على امرأة غير زوجته؟









الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان المقصود بجماع الخطيبة وقت الملكة حصول ذلك بعد عقد النكاح الشرعي الذي سبقت أركانه في الفتوى رقم: 7704، فإن ذلك لا يعتبر زنا؛ بل هو أمر مباح لأن العقد الشرعي يبيح جميع أنواع الاستمتاع بين الزوجين بما في ذلك الجماع، وإن كان الأولى تأخير الجماع إلى وقت الزفاف مراعاة للأعراف والعادات وراجع في ذلك الفتوى رقم: 13450.

وإن كان المقصود أن عقد النكاح الشرعي لم يحصل فإن الخطيبة ما زالت أجنبية من خاطبها، وبالتالي فالجماع حينئذ يعتبر زنا صريحا والعياذ بالله تعالى، وعلى كل من الرجل والمرأة المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى والإكثار من الاستغفار، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 10497.

وعلى افتراض حصول الزنا من هذا الرجل فإن ذلك لا يمنعه من دخول الجنة إذا مات على الإيمان بالله تعالى وعدم الشرك به سبحانه، ولكنه تحت مشيئة الله تعالى إن شاء عذبه بذنبه ثم أدخله الجنة، وإن شاء غفر له ودخل الجنة بغير عذاب، وهذا إذا لم يتب. أما إن تاب توبة صحيحة فإن الله تعالى يمحو ذنبه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. ويدل على دخول العاصي الجنة ما جاء في الصحيحين وغيرهما: أن جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم: بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، قلت: يا جبريل وإن سرق وإن زنى قال: نعم، قال قلت: وإن سرق وإن زنى قال: نعم وإن شرب الخمر.

والحديث الذي أشار إليه السائل والمشتمل على عدم دخول الجنة في حق من دخل على امرأة غير زوجته لم نقف على من ذكره من أهل العلم بعد البحث عنه في مظانه.

والله أعلم.



منقول