المراهقون ليسوا أطفالاً ولا بالغين، حيث إن هذا المراهق المعقود اللسان، والمتقلب المزاج، والسريع الاهتياج قد أربك وحير المدرسين والآباء على حد سواء بسبب سلوكه غير المتوقع. وقد حاول علماء النفس والأطباء النفسيون تفسير هذا السلوك دون جدوى. هل المراهقون ضحايا للهورمونات؟ أم للمجتمع؟ أم ضحايا لعنادهم؟ .
يجيب كتاب "أسرار تفكير المراهق" تأليف شيريل فينشتاين أنه لا شي مما سبق، فمن خلال التطورات الحديثة في تكنولوجيا تصوير دماغ المراهق، تم الكشف عن أسرار هذا السلوك غير الواضح! فقد اكتشفت العلماء أن الدماغ -الذي كان الجميع يعتقد أن نموه ينتهي مع نهاية مرحلة الطفولة- لا يزال يمر بتطورات كبيرة في مرحلة المراهقة.
ويصف الكتاب - وفق "الدار العربية للعلوم" - هذه التغيرات العصبية التي تطرأ على تلاميذ المرحلة الإعدادية والثانوية ويحاولون التأقلم معها، بالإضافة إلى تقديم عدد من الحلول العملية الراسخة لجذب انتباههم والتعامل مع السلوكيات التي تصرف وتشتت انتباههم، بالإضافة إلى نقاط القوة والضعف لديهم من الناحية الإدراكية.
سيجيب الكتاب عن كثير من الأسئلة المحيرة مثل: لماذا يتأثر المراهقون بالشعور أكثر من المنطق؟، هل نلقي باللوم على الهورمونات أم على دماغ المراهق لتفسير هذا النوع من السلوك الغامض؟
لماذا ينفعل المراهقون عند الضغوطات أكثر من البالغين؟، كيف تؤثر زيادة أو نقصان مادة السيروتونين على إصابة المراهقين بالكآبة واضطرابات الأكل؟، لماذا لا يفكر المراهقون في تبعات سلوكهم؟، لماذا يصعب القضاء على حالة الإدمان لدى المراهقين أكثر من غيرهم؟ .
وعلى الرغم من صعوبة تغيير سلوك المراهقين، -غير أن الكتاب يطمئنك - بأنه يمكنك تكييف طريقتك في التدريس للتواصل بفاعلية مع مراهقي اليوم وتعليمهم.
حيث يضم الكتاب عديد من التجارب الواقعية التي قد تساعدك في التعرف على المراهقين في فصلك وتصبح أكثر فاعلية من خلال الاستراتيجيات البحثية التعليمية الموجودة في هذا الكتاب.
تعد "المراهقة" مرحلة من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان ضمن أطواره المختلفة، وكذلك أصعب المراحل التي تواجه الآباء والأمهات في محاولة السيطرة على المراهق؛ فهي عند بعض الأسر تعتبر همًّا كبيرا قلما تستعد له، وفي كل الأحوال تدعو أن تمر بسلام، والمراهق يجد نفسه فجأة أمام تغييرات جسدية ونفسية وهو يجهل كيف يتعامل أو يتجاوب مع هذه التغييرات، يحتاج إلى من يُوجهه، ولكن أحيانًا للأسف لا يجد الأهل الذين يؤهلونه لهذه المرحلة والانتقال منها بصورة جيدة وكاملة.